العوامل المؤثرة في التطور اللغوي عند الطفل.
هنالك عوامل كثرية تؤثر في التطور اللغوي للطفل وهي:
١ -وضع الطفل نفسه هل هو سليم من الناحية الجسمية والصحية والحسية، فالقصور في السمع والبصر، واعتلال الصحة، والخلل في أجهزة النطق والصوت والرنني فعلى سبيل المثال العيوب التـي تحـدث في اللسان والأسنان أو سقف الحلق (الفتحة) أو الشفاه (الشفة المشرومة) أو التهاب الحنجـرة أو شـلل الأوتار الصوتية تؤثر بشكل كبري في النمو الطبيعي للغة الطفل .
٢ -الحالة الانفعالية: إن سوء التوافق الانفعالي يؤثر في الطفل بشكل عام واكتسـاب اللغـة بشـكل خـاص، وقد تكون نتيجة لأسباب بيولو جية، أو عوامل التنشئة فالصدمات والانكسارات النفسية تؤثر سلباً في اكتساب اللغة، لذلك تعد من الأسباب التي تؤدي إلى اللجلجة واللعثمة.
٣ -الظروف الأسرية : ان للظروف الأسرية دوراً مؤثراً في التطور اللغوي وهي كثرية جداً كأساليب التربية الوالدية، المستوى الثقا في للوالدين، الحالة الأولى لتعلم الطفل لمرحلة ما قبل المدرسة والتي تتناسب مع عمره الزمني والعقلي إذ هي متثل أولا لغة، كام انه قد يحاكيها، كذلك حجم الأسرة، الترتيب الميلادي للطفل.
٤ -الجنس: وقد يعود ذلك إلى عوامل بيولوجية إذ تشري الدراسات أن البنات أسرع نضجاً من الأولاد اذ يقدر تعظم المراكز العظمية والنمو العصبي لدى الإناث أسرع من مثيلاتها لدى الذكور مبدة تتراوح بني ٣-٦ أسابيع، وقد يصل هذا الفرق في النضج إلى سنتني ،( الوقفي ،٢٠٠٣ .( وقد يكون أداء النصف الأيسر من الدماغ المسؤول عـن اللغـة أكـرث نشـاطاً عنـد البنـات منـه عنـد الذكور، فمنطقة بروكا هي التي تلعب دوراً جوهريـاً في تشـكيل وبنـاء الكلـامت والجمـل ، إذ هـي المركز المسؤول عن تنظيم أمناط النطق، ولهذه الوظيفة علاقة بقرب هذا المركز من منطقـة الـتحكم بعضلات الوجه والفك واللسان والحنجـرة في القشرــة الدماغيـة .وكـذلك هـو المسـؤول عـن شـكل الأفعـال وانتقـاء الكلـامت الوظيفيـة (السرطاوي وأبو جودة ،٢٠٠٠ . ( وأضيف إلى ما سبق ذكره ان البنت غالباً ما تكون قريبة من الأم بينام يكون الولد بعيداً عنها، لذلك فهي تستلم من اللغة الشيء الكثري فهي تصاحب أمها أينام ذهبت، وهذا قد يساعد في منوها اللغوي.
٥ -القدرات العقلية: إن اللغة نشاط عقلي معرفي لذلك فان الأطفال الأكرث ذكاء أكرث قدرة على اكتساب اللغة وقد وضحنا في الجدول السابق بني التطور الطبيعي للنمو اللغوي للفرد الاعتيادي والآخر الذي يتميز باضطرابات اللغة الفرق بني الحالتني، فالطفل المعاق عقليا لا يتعلم الكلمة الأولى التي متثل جملة في نهاية السنة الأولى إذ تتأخر أحيانا إلى السنة الثانية أ و الثالثة أو الرابعة، حسب درجة الإعاقة العقلية. لذلك تعد الاعاقة العقلية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التأخر اللغوي إذ هي متثل المرحلة الثانية بعد استلام اللغة ، وكيف يتعامل الطفل مع هذه اللغة ؟ وكيف يدركها ؟ ومن ثم كيف يستعمل هذه اللغة في التواصل والتعبري عن الذات في شتى النواحي.
٦ -النموذج الصحي للتعلم: ً إن وجود النموذج الذي يحتذى سواء في البيت أو المدرسـة لـه تـأثري كبـري في منو الطفل اللغوي، فهذا النموذج يراعي قدرة الطفل العقلية والنفسية والاجتامعية في اختيار ما هو مرغوب فيه بالنسبة للطفـل إضـافة إلى اسـتخدامه التعزيـز والتغذيـة الراجعـة التـي تـدفع الطفـل لاستغلال طاقاته وكوامنه إلى أقصاها، وقد تكون هذه النقطة مرتبطة بدرجة وعـي واتفـاق القـامئني على تربية الطفل.
٧ -الحالة الاجتامعية والثقافية :إن للوضع الاجتامعي والثقافي لـلأسرة دورا كبـريا في تنميـة التطـور اللغوي لأبنـائهم ، لأن الأسرة ذات المسـتوى الاجتامعـي والثقـافي العـالي يقـدرون متامـا أهميـة إكتساب اللغة ودورها في الجوانب الحياتية والأ كادميية، لـذلك يحـاولون تطـوير لغـة أطفـالهم بشتى الأساليب مستخدمني التغذية الراجعة، ويبتعدون عن السخرية من الطفل عنـدما يخطـأ، وامنـا يصـححون الخطـأ في الغالـب بطريقـة صـحيحة
وبشكل تدريجي، كام أنهم يستخدمون أنواعا مختلفة من التعزيز لتكون نتائج السلوك مفرحة
الأمر الذي يشجع الطفل على اسـتخدام اللغـة ، وبهـذا يتحقـق مبـدأ المامرسـة والتكـرار الـذي
يساعد على إبقاء المفردات في الذهن ، كام تهيئه لتعلم مفردات جديدة .
إن الوضع الصحي المتأيت من الحالة الاجتامعية والثقافية يساعد على رفع دافعية الطفل في تعلم
اللغة .
كام أن هناك ارتباطا بني الحالة الثقافية واللغة إذ ان التغـري الـذي يحصـل في الأولى يـؤثر في الثانيـة،
لذلك فإن فهم العلاقة بني اللغة والثقافة يساعد في تقييم وضع الطفل، وفي الطرق العلاجية .
٨ -التعزيز والتشجيع : يعد التعزيز من العوامل المهمة التي تدفع الطفل لإكتساب وتطور اللغة ، فعندما
يلفظ الطفل كلمة ماما وتبتسم الأم له وتحضـنه، فتكـون نتـائج هـذه اللفظـة مفرحـة مـام تجعـل
الطفل يكرر هذه اللفظة، وكذلك بقية الكلامت . كام أن الأم عندما تشجع طفلها على الكـلام يكـون
له بالغ الأثر في التطور اللغوي،
يتم ذلك من خلال
- ِ الحديث معه بإستمرار .
- ترجمة نظراته وحركاته إلى كلامت .
- اللعب معه مبا يرغب .
- ترديد الأناشيد والأغاين .
- جعل الطفل يشعر بالمتعة عندما تتواصل معه كالابتسام ، والحضن والمعانقة.
- إعطاءه الوقت الكافي للتعبري عن نفسه .
- تشجيعه على الترديد والتقليد .
- تعزيز الأصوات التي يصدرها .
٩ -الحرمان العاطفي : ٍ وهو من العوامل التي تؤثر سلبا في التطور اللغوي سواء كان ذلك متأت من الطفل
نفسه نتيجة للانسحاب والتقولب حول الذات ، أو من الوالدين اللذين لا ميثلان الأبوة الحقيقية
التي يجب أن تحقق حاجات الطفل الانفعالية .
وقد تكون هذه نتيجة للعلاقة السلبية بني الوالدين ، أو نتيجة لعدم التوافق بينهام مام يرجع
بشكل سلبي على علاقتهام بطفلهام .
ّ ويعتقد الكاتب أن العلاقة الإيجابية بني الأم والأب التي تسودها الحب والتفاهم والرضا تنعكس
بشكل إيجايب على علاقتهم مع أبنائهم ، كام تؤثر في ذات الوقت على علاقة الأبناء فيام بينهم .
ويحدث العكس إذا كان الحال عكس ذلك.
كيف ننمي اللغة عند الأطفال :
- التفاعل المستمر مع الطفل بحيوية وحب من خلال التواصل اللفظي مع مراعـاة اختيـار الألفـاظ
التي تتناسب مع قدراتهم العقلية .
- شجع الأطفال على تقليد الكلامت والأصوات مستخدما في ذلك التغذية الراجعة.
- حاول إضافة كلامت جديدة إلى قاموس الطفـل مـن خـلال المثـريات البيئيـة التـي يتعـرض لهـا أو
إضافة وصف أو توضيح لكلمه يعرفها سابقا فإذا قال تفاحة على سـبيل المثـال فقـل لونهـا كـذلك
تفاحة حمراء أو تفاحة صفراء ، وإذا قال باب نضيف باب كبرية أو صغرية أو جميلة .
- حول قدر الإمكان اللغة غري اللفظية إلى لغة لفظية مختارا ما هو مناسب للطفل وبشكل تدريجي
بحيث لا تثقله أكرث من طاقته .
- ترجم الفعل الذي يقوم به الطفل إلى لغة فإذا أمسك الطفل القدح فحول هذا الفعل إلى كلـامت
أو كلمة واحدة فإما تقول له تريد شرب الماء ، أو تشرب أو ماء، وهذا مرتبط بعمر الطفل العقـلي
- صف للطفل الأشياء التي تكون محل اهتاممه ، فإذا أشار إلى الباب فقل لـه بـاب، وميكـن إضـافة
نخرج منه ، وإذا أشار إلى لعبة فصف له كيف تعمل بألفاظ .
- وضح للطفل الكلامت الصحيحة إذا ما نطق كلامت ناقصة أو غري صحيحة فإذا قـال الطفـل ليـب
ميكن تكرارها ببعض الإشارات التي تدلل على الاستفهام، وقل له يعني حليب وكررها أمام الطفـل
مرات ، وميكن وضعها في جمل مختلفة مثل تريد حليب ، تشرب حليب ، حليب طيب وهكذا .
- أطلب من الطفل تكرار الكلامت التي يقولها بشكل صحيح .
- كن في منتهى الوضوح والهدوء والبطء عند تصحيح لفظة نطقها الطفل بشكل غري صحيح ، فـإذا
لفظ الطفل فاحة ويقصد بها تفاحة ركز على صوت التاء المحذوف وأعد الكلمة عدة مرات إلى أن
ينطقها الطفل مستخدما في ذلك التعزيز .
- أعط الطفل الوقت الكافي لنطـق الكلمـة ، إذ أن الطفـل يشـكل نطـق الكلمـة في دماغـه قبـل أن
ينطقها .
- حاول أن تركز في الحديث مع الطفل على اهتامماته الذاتيـة ولـيس اهتامماتـك وحـاول أن تكـون
مساهمتك إيجابية.
- حاول أن تتوقف عن تعليم الطفل متى أحسست بعدم رغبته في المواصـلة مـن أجـل بنـاء علاقـة
جيدة مع الطفل دون أن ينفر منك .
- استخدم اللفظ الصحيح ليك يقلدك الطفل بشكل صحيح لأن التعلم الخاطئ يحدث بسهولة لكـن
تصحيح اللفظ الخاطئ يحتاج إلى جهد كبري.
- كلام تحدثت أكرث مع الطفل كلام رجع ذلك بشكل إيجايب في تطور لغة الطفل لذلك نرى البنـات
أفضل من الذكور في الجانب اللغوي . ويضيف الكاتب اضافة إلى التفسري الذي يرجع السبب إلى
التركيب الفسيولوجي تفسريا آخر هو قرب البنت من أمها حيث يكون الحديث مستمرا بيـنهام ،
بينام الولد يذهب بعيدا ليلعب مع الرمـل والحجـر والمـاء والأدوات الأخـرى كالدراجـة والسـيارة
وغريها.
- ابتعد عن أي تهكم أو سخرية أو عقاب إذا ما أخطأ الطفل ويفترض أن تتوقع ذلك .
- ابتعد عن الأسلوب السلطوي ، ولا تجبر الطفل على فعل ما لا يريد .
- استخدم لعب الدور قدر الإمكان عنـد تعلـيم الطفـل أو عنـدما تريـد تثبيـت الكلـامت في ذهـن
الطفل .
- استخدم الأناشيد الهادفة ، وقراءة القرآن التي ميكن أن تزيد من ثروته اللغوية .
- عزز الطفل لأي نوع من التواصل حتى لو كان بسيطاً ، وسهل ما هو مطلوب من الطفل .
- حاول الإعادة ما استطعت ذلك لتثبيت المعلومات .
- انصت إلى الطفل بصبر وركز على حديثه ، وليس على الطريقة التي يتحدث بها.
- لا تسرع عنـد التحـدث مـع الطفـل ، وضـع فو اصـل بـني عبـارة وأخـرى لتعطـي الطفـل الفرصـة
للاستيعاب والفهم .
- حاول تلطيف الجو مبا تراه مناسبا للطفل أو مجموعة من الأطفال ليك تخلـق عنـدهم حـس مـن
العائدية للبيئة التي يتعاملون معها .
- استخدم اللعب قدر الإمكان في تعليم الأطفال اللغة لأبعاده عن الملل والضجر .
- حاول أ ن تستخدم أكرث من حاسة عند تعليم الأطفال لأن التعلم من خلال أكرث مـن حاسـة أفضـل
من حاسة واحدة .
إرسال تعليق